الجمعة 27 ديسمبر 2024

قصه ضميرى

انت في الصفحة 2 من صفحتين

موقع أيام نيوز

 

في يوم من الأيام خرج قطيع الغنم من مكانه واتجه إلى إحدى المزارع وأخدت الماشية تلتهم الزرع وتعبث في الأرض ..
وفي الصباح عندما استيقظ صاحب المزرعة و انطلق إلى مزرعته رأى الأغنام ترعى هناك وكانت قد أفسدت كل الزرع وهي تملأ المكان بثغائها ..
شعر الرجل بالڠضب و اتجه إلى صاحب الغنم و اتهمه برعي ماشيته في مزرعته وأن الغنم أفسدت كل المحصول وحدثت مشاجرة كبيرة بين الرجلين ..

قال صاحب الغنم لنذهب إلى النبي و نحتكم عنده وفي الطريق دار بينهما حوار وشجار قال صاحب المزرعة : إن عليك أن تحفظ غنمك فلا تتركها ترعى كما تشاء وتفسد زرع الأرض ..
أجاب صاحب الغنم : وأنت عليك أن تحفظ مزرعتك وتهتم بها ..
قال صاحب المزرعة : أنا أحفظها وأهتم بها في النهار فقط أما في الليل فلا يوجد هناك من يرعى ماشيته ليلاً ..
وفي تلك اللحظة وصلا إلى النبي داوود كان النبي جالساً كعادته للقضاء بين الناس عندما حان دور صاحب المزرعة تقدّم إلى نبينا داوود عليه السلام و عرض عليه القضية ..
استمع داوود إلى تفاصيل القصة فأصدر حكم الشريعة في هذه القضية ..
قال داوود : إن على صاحب الغنم أن يسلّم أغنامه إلى صاحب المزرعة لأنها ألحقت أضراراً بالزرع وهنا أراد الله سبحانه أن يظهر فضل سليمان بن داوود وأن يعلم الناس بأنه وصي النبي فقڈف في قلبه حكماً جديداً ..
وهنا قال سليمان : هناك حكم أرفق يا نبي الله ..
قال داوود : ما هو هذا الحكم ؟
قال سليمان : يُسلّم صاحب المزرعة الغنم عاماً كاملاً فينتفع من صوفها و لبنها ويأخذ ما يَلِدُ منها وعلى صاحب الغنم أن يُسلّم المزرعة ليصلح ما أفسدت غنمه من زروعها ..
فرح نبي الله داوود بحكم سليمان و أدرك أن الله سبحانه إنّما يريد أن يظهر فضله للناس و يعرّفهم بأنه الوصي و الخليفة بعده لهذا نفذ داوود حكم سليمان فداوود عليه السلام حكم بالعدل وسليمان حكم بالصلح والصلح خير ..
وهذا ما أشار إليه القرآن الكريم " وَداوود وَسُليمان إِذْ يَحكمان فِي الْحرث إِذْ نَفشت فِيه غَنم الْقوم وَكنا لِحُكمهمْ شَاهدينَ (78) فَفهّمناهَا سُلَيمان وكلًّا آَتَينا حُكما وَعلما”
قال الحسن : لولا هذه الآية لرأيت القضاة هلكوا ولكنه تعالى أثنى على سليمان بصوابه وعذر داوود باجتهاده .وظل هذا الحكم نافذاً منذ ذلك الزمن ..
اللهم صل وسلم وبارك على نبينا وحبيبنا وقرة أعيننا سيدنا محمد صل الله عليه وسلم فِي الْحرث إِذْ نَفشت فِيه غَنم الْقوم وَكنا لِحُكمهمْ شَاهدينَ (78) فَفهّمناهَا سُلَيمان وكلًّا آَتَينا حُكما وَعلما”
قال الحسن : لولا هذه الآية لرأيت القضاة هلكوا ولكنه تعالى أثنى على سليمان بصوابه وعذر داوود باجتهاده .وظل هذا الحكم نافذاً منذ ذلك الزمن ..
اللهم صل وسلم وبارك على نبينا وحبيبنا وقرة أعيننا سيدنا محمد صل الله عليه وسلم

انت في الصفحة 2 من صفحتين