ولد سالم فاقداً لبصره فتجنبه والده
انت في الصفحة 2 من صفحتين
عشرة سنوات ولم أكن قد سبق ورأيته يبكي بهذه الطريقة منذ كان طفلا .
اقتربت منه وسألته عن سبب بكاءه توقف عن البكاء حين سمع صوتي لكنه حاول أن يبعدني عنه بيديه وكأنه يتعجب من أني أتحدث إليه تركني وتوجه إلى غرفته فذهبت خلفه وحاولت أن أفهم سبب بكاءه مجددا فأخبرني بأنه يبكي لأن أخيه عمر تأخر عليه واقترب موعد صلاة الجمعة وهو يخشى أن يتأخر عن الصلاة ولا يلحق بالصف الأول في المسجد .
طلب مني أن أفتح المصحف على سورة الكهف وبدأ يقرأ بصوت جميل كان حافظا لسورة الكهف كان يقرأ وكنت أبكي من قلبي وعيني على حدا سواء حين عدت إلى المنزل كانت زوجتي تشعر بالقلق لكن القلق تحول إلى سعادة حين علمت أني صليت الجمعة بالمسجد .
كنت أتحدث إلى زوجتي وأطفالي كل يوم لكني لم أستطع أبدا أن أتحدث إلى سالم فقد كان في وقت اتصالي إما في المسجد أو المدرسة كانت الأمور طبيعية حتى أخر أسبوع من رحلتي كانت زوجتي تجيب بطريقة مختصرة مقتضبة لا يبدو في صوتها الفرح مثلما تعودت منها .
خالد وحين رأيت زوجتي تتصنع السعادة سألتها عن سالم فقالت لي أن الله أسترد وديعته وأن قبل عودتي بأسبوعين أصيب سالم بالحمى ولم يستطيع الأطباء إنقاذه .
شعرت بالحزن الشديد لكنني أدركت حكمة الله مما حدث فقد كان سالم هدية مؤقتة من الله أراد بها أن يعيدني إلى الطريق المستقيم وحين عدت أسترد الله أمانته وهديته القيمة منا .