الأحد 29 ديسمبر 2024

غرام بقلم ولاء رفعت

انت في الصفحة 6 من 38 صفحات

موقع أيام نيوز

تتأخروش أول ما أزمر تطلعوا علي طول 
حاضر يلا سلام عشان وصلت قدام بيتها
أغلقت المكالمة و ولجت إلي الفناء ثم ضغطت الجرس الخاص بمنزل عائلة غرام فتحت السيدة عزيزة
صباح الخير يا هنوده أتفضلي
صباح النور يا خالتي أومال فين غرام
أشارت إليها نحو غرفة ابنتها
أدخليلها قاعدة جوة ومش عايزة تروح الشغل و كل ما أسألها بتقولي أهو كدة
ربتت هند علي ذراع والدة صديقتها
ما تقلقيش يا خالتي هادخل أشوفها مالها
طرقت الباب ثم ولجت خطوة
ممكن أدخل
نظرت إليها غرام وتجلس علي الأريكة ذات الطراز الشعبي
أتفضلي يا هند أنتي مش غريبة
جلست بجوارها تسألها بقلق
مالك حصل حاجة في شغلك و لا أتخانقتي مع مدام رشا
تشعر الأخرى بالضيق والهم بل بالإحباط و الهزيمة نظرت إلي صديقتها وعينيها
يملأها الحزن
عمالة أدور في ساقية و شغل كله پهدلة و مش عارفة أوفر كل حاجة لأمي و لأخواتي اللي جاي يا دوب بيقضي بالعافية و لا الست رشا أبيعلها كل الكمية و تيجي تديني فتافيت يا
دوب يقضو مصاريف يومين بالعافية
وضعت هند يدها علي ظهر غرام تربت عليها لتجعلها تهدأ ولو قليلا
أستغفري الله كل كرب و ضيقة بعده فرج ووسع أنتي بتسعي وربنا عالم بحالك ما تعلميش يمكن ربنا شايلك حاجة أحسن يمكن النهاردة و يا عالم بكرة أو بعده
مسحت دموعها بالمحرمة و عقبت
و نعم بالله يا هند أنا مش معترضة علي اللي ربنا كتبهولي بس أنا بني آدمه و ليا طاقة لما بفكر في اللي بيحصل بقول ياريتني كملت الكلية كان زماني بشتغل في شركة أو كاشير في أي مول و لا محل كبير علي الأقل أحسن من بياعة في مترو اللي يسوي و ما يسواش يضايقني و لا ظابط تفتيش يبهدلني إهانة وقلة قيمة أنا أقسم بالله عمري ما حصل فيا كدة لما أبويا كان عايش
أطلقت زخات من الدموع تلقتها صديقتها بين ذراعيها مازالت تربت عليها
اهدي يا حبيبتي بإذن الله ربنا هيرزقك من وسع وهايعوضك بالأحسن يارب بس أنا ياما قولتلك يا غرام لما توافقي علي عريس محترم كان زمانك ملكة في بيتك
يعني أتجوز و مين اللي يصرف علي أمي و أخواتي! معاش أبويا الله يرحمه يا دوب علي قد كهربا ومياه و غاز وعلاج أمي لكن أكل وشرب و دروس ابتسام و سعيد أنا اللي بسددها
عقبت صديقتها
يعني لو قعدتي مش هتلاقي تاكلوا و أخواتك هيطردوا من الدروس يلا قومي و وحدي الله و طول الوقت استغفريه و أدعي ربنا يرزقك و أنا قلبي حاسس هيديكي رزق كبير أوي و بكرة تقولي هند كان عندها حق بس أبقي أفتكريني أنا وچيمي
ابتسمت غرام فصديقتها تنجح دائما في رسم البسمة والفرح علي وجهها كلما تمر بكل ضائقة.
صدح صوت تنبيه المركبة في الخارج
أهو جمال وصل برة قومي بلا ألبسي بسرعة عشان نوصلك عند مدام رشا
وهكذا استطاعت هند بأن تجعل صديقتها تنهض وتسعى إلي رزقها أفضل من الجلوس بين براثن الأفكار السلبية وتنهش من روحها كالۏحش.
ترجلت غرام من المركبة أمام متجر السيدة رشا ملوحة بيدها إلي هند وجمال الذي أنطلق نحو عمل خطيبته لكنه توقف في منتصف الطريق ونزل ليجلس بجوارها
فيه إيه يا جمال وقفت ليه
يشعر بالهم يتسلل إلي داخله فأخبرها بما حدث معه الأيام المنصرمة
المفروض كنا ندخل بعد شهرين لو في حال لاقيت شقة إيجار في خلال شهرين
تابعت الأخرى بدلا منه
و لافيت طول الفترة اللي فاتت و مالقتش حاجة مناسبة صح
أقسملك إنه مش بإيدي و إن كان عليا عايز نتجوز النهاردة قبل بكرة بس علي يدك و أنتي عارفة كل حاجة
أنا أن كان عليا أنت عارف ممكن أستني العمر كله بس بابا أخر مرة قالك إنها أخر مرة نأجل فيها الجواز هو بيحبك و متفهم ظروفك لكن ماما زي أي أم ده غير أنا بنتهم الوحيدة وشئ طبيعي مش هايعجبها الوضع
طيب أنتي قوليلي أو شوري عليا أعمل إيه
أثرت الصمت قليلا قبل أن تعرض عليه هذا القرار الذي تعلم ما يخلفه من رفض تام من قبل والدتها قبل والدها
الحل إننا نتجوز في شقتكم مع مامتك لحد ما ربنا يفرجها و ننقل لشقة مقدمتها وإيجارها علي قد اللي معانا
وقع الحل علي سمعه كالصدمة
أنتي بتهزري! أنا لو قولت لعم رمضان و مامتك كدة هيقولولي معندناش بنات للجواز إذا أصلا ما طردونيش بعدها
ما تخافش يا جمال ماما و بابا بيعملوا لي أي حاجة فيها راحتي و راحتي هي أكون معاك حتي لو هنعيش في الڼار
ابتسم وأمسك يدها يداعب أناملها و سرعان جذبت يدها من يده
للدرجدي بتحبيني أوي
أجابت بخليط من المزاح والرومانسية
المفروض بعد اللي قولتهولك و هو أن أتجوز وأعيش مع حماتي في نفس الشقة ده أكبر جواب و دليل
و مين قالك إن هابقي فرحان! أنا نفسي أنا وأنتي نقعد في بيت لوحدنا خاص بيا و بيكي محدش يضايقك و لا حتي يفكر يزعلك
لاء يا حبيبي
محدش يعرف يزعلني بعرف أخد حقي و لو معرفتش حبيبي هياخد لي حقي
أبقي مراتك علي سنة الله و رسوله!
صاح بسخط مازح
لاء أنا كدة بقي هاجي لعمي رمضان و أقوله بعد ما يوافق إننا نتجوز في خلال أسبوعين أنا مستحمل بقالي كتير
أخذت تضحك علي اعتراضه كالطفل المتمرد نهض و جلس علي كرسي المقود و أنطلق بالمركبة قبل أن ينفذ صبره و يرتكب فعلا ڤاضحا في الطريق العام.
أيوه يا عثمان عمال ترن ليه
أنا في المدرسة
تتحدث بصوت خاڤت
داخل المرحاض
ما أنا عارف هو ما ينفعش تزوغي من عندك
أنت بتستعبط ده لو أتقفشت هاخد فيها فصل إحنا عندنا ناظرة و لا مرات أبو لهب نفسه
علي فكرة أنا واقف قدام البوابة و مفتوحة و فيه طلبة بيخرجوا منها
دول بنات من سنة تانية رايحين في نشاط تبع المدرسة
الحق عليا كنت هاخدك زي فسحة إمبارح و نروح ناكل كريب وبيتزا و نحلي بالقشطوطة اللي بتحبيها ونطلع علي الملاهي أركبك الألعاب اللي بتحبيها وأروحك في ميعاد رجوعك من المدرسة
تفكر في الأمر مليا وجدت العرض مغريا للغاية كم تحب كل ما قام بذكره فمنذ ۏفاة والدها حرمت من أغلب الرفاهية وذلك
بسبب الحالة المادية التي أصبحت عائلتها تمر بها فأخبرته
طيب أستناني و أنا هاتصرف
و بعد دقائق كانت خلفه فوق الدراجة الڼارية
سألها
مبسوطة
تتشبث به أو لنقل بالأحرى تحتضنه من ظهره
فرحانة أوي
صاح لكي تسمعه من صوت الهواء والموتور
ربنا يقدرني وأخليكي فرحانة كدة ديما
دفعت دفة الحديث في اتجاه آخر حتي لا تصل معه إلي الأمر الذي تتهرب منه دائما أخبرها بعد ظهور النتيجة لديها سيذهب إلي والدتها وشقيقتها الكبرى غرام لطلب يدها وبعد انتهائها من مرحلة التعليم الجامعي سوف يتزوجها بينما هي تمتلك طموح ليس له حدود فآخر ما تفكر به الزواج من عثمان ابن الجيران الذي أحبها منذ نعومة أظافرها ربما سبب عدم قبول ذلك يعود إلي المستوي الاجتماعي والمادي لدي عائلته لا يقل حالا عنها كم تحلم أن تخرج من بوتقة تلك الحارة المتعفنة إلي حي آخر أكثر

انت في الصفحة 6 من 38 صفحات