روايه للكاتبه ميمي عوالي
خروجها يستند حمزة برأسه على ظهر مقعده وعلى وجهه معالم ڠضب مكبوت يظهر عليه وهو يحرك عضلة فكه ليقول له خالد ايه يامعلمى هنعمل ايه مع حياة
حمزة وهو مغمض عينيه ماتشغلش بالك انا هتصرف روح انت شوف اللى وراك عشان هنخرج بعد ساعتين
خالد على فين
حمزة هنروح نتغدى
خالد وهو يرفع حاجبا لاعلى نعم وده من امتى ان شاء الله
خالد واشمعنى بكرة يعنى
حمزة فى موضوع كده فى دماغى لو ظبط اكيد هقولك
خالد ولو ماظبطش
حمزة ضاحكا يبقى اكيد هقوللك برضة حل عن دماغى بقى الساعة دى
خالد طب مش هتقوللى عاوز رقية ليه
خالد وهو يتجه للخارج ماشى ياعمنا خلاص اهوه
ليجلس حمزة ولاول مرة منذ ان استلم ادارة الشركة لا يستطيع ان يركز فى اى شئ يخص العمل ليرن هاتفه ليجد محاميه من امريكا
حمزة ايوة يا استاذ مراد اخبارنا ايه وياك
حمزة وهو ينهض من مكانه يعنى نتيجة التحاليل طلعت
حمزة طمننى
حمزة وهو يهتف وعلى وجهه فرحة غامرة يعنى طلعت فعلا بنتى
حمزة اعتبره حصل والاوراق واحتمال انا بنفسى كمان نبقى عندك فى ظرف عشر ايام
حمزة مع السلامة
ليبتسم حمزة باتساع ويطلب خالد على هاتفه قائلا خالد من غير اسئلة وكلام كتير الشركة كلها لازم تعرف من دلوقتى بطلاق حياة وسببه
ليغلق هاتفه وهو يبتسم بسعادة قائلا معقول يكون ربنا عامل كل ده فى الوقت ده بالذات عشان كده
يجلس حمزة بمكتبه ليسمع طرقة شقية على باب مكتبه ليتوقع القادم ليقول بابتسامة ادخلى ياقدرى
رقية بمشاغبة ميزو حبيبى وحشتنى
حمزة احنا فى الشركة ياكارثة ايه ميزو دى
رقية معترضة الله وحشتنى ماشفتكش النهاردة ثم تعالى هنا انت ازاى تنزل الصبح من غير فطار
حمزة بعين ونصف اممممم وياترى مين السبب انى مافطرتش الصبح
حمزة اومال مين اللى كانت المفروض تصحى تفطرنى زى كل يوم وصحيت مالقيتهاش ولما دورت عليها لقيتها نايمة زى الخفاش
رقية باعتراض
انا بنام زى الخفاش
حمزة ضاحكا مانا ماعرفش حد بينام راسه تحت ورجله فوق عير الخفاش وانتى
رقية پغضب طييييب انا ماشية ومخاصماك ومش هكلمك تانى ابدا
حمزة بمكر ايه ده ومش هتسألى كنت عاوزك ليه ولا كنا هنروح فين
حمزة لا بقى خلاص اصلك زعلتى خلاص روحى انتى على البيت وخلصى زعل براحاتك واوعى تستعجلى خدى وقتك
رقية وهى ترفع حاجب وتخفض الاخر هو انا ليه حاساك عامل مصېبة او داخل عليها
لينفجر حمزة ضاحكا وهو يقول طول عمرى بقول مافيش غير القردة هى اللى بتعرفنى من غير كلام
رقية وهى تعود مبتسمة بانتصارلتقف امامه وتضربه بمرفقها على مرفقه قائلة ارغى يا ميزو
حمزة يابت اعقلى ده انا رجالة
بشنبات پتخاف ترفع عينها فى عينى وهى بتكلمنى
رقية اما يطلعلى شنب اوعدك هبقى ابص فى الارض وانا بكلمك ماتخلص بقى وتقوللى فى ايه
حمزة تسمعى الحلو الاول واللا
رقية هو فينا من واللا لا يبقى الحلو طبعا مش ناقصة عكننة
حمزة وهو يجلس ويأخذها على قدميه استاذ مراد كلمنى والنتيجة طلعت وكلارا طلعت فعلا بنتى يعنى انا بقيت اب وانتى ياقردة بقيتى عمتو
لتصرخ رقية فرحة بما سمعته وهى
حمزة ان شاء الله قريب اول ما ابتدى الاجراءات هتنى وراها لغاية مااخلصها وهسافر فورا عشان اجيبها
رقية بلهفة هتاخدنى معاك
حمزة محاولا
اثناءها عما تريد للاسف يارقية ماينفعش
رقية بامتعاض ليه بقى
حمزة لما نروح البيت بالليل ان شاء الله اوعدك انى هقعد معاكى وافهمك واشرحلك كل الكلام المهم دلوقتى
رقية ها
حمزة هنخرج نتغدى سوا انا وانتى وخالد ومدام حياة
رقية فكرتنى بحياة انا ماشفتهاش وانا داخلة هو صحيح اللى سمعته ده
حمزة سمعتى ايه
رقية انها اتطلقت بعد ماجوزها ڼصب عليها واستولى على كل حاجتها
ليعقد حمزة حاجبيه مستغربا وعرفتى منين طالما ماشفتيهاس
رقية من ساعة ماحطيت رجلى فى الشركة لحد ماخرجت من الاسانسير كلهم مالهمش سيرة غير الموضوع ده
ليضحك حمزة ملئ شدقيه قائلا الواد خالد ده برنس
ليحمر وجه رقية وهى تقول بنوع من الخجل وهو خالد ماله بموضوع حياة
حمزة مش قلتلك بعدين ياللا روحى دورى على حياة وماتجيبيلهاش سيرة حاجة دلوقتى على مانروح نتغدى
لتذهب رقية لتنفيذ طلبه فى حين يتصل حمزة بالامن ليطلب احد افراده ليامره بان ياخذ حقائب حياة ليضعها بسيارة رقية ثم يتصل بمراد ليتجهوا جميعا الى الخارج ليجعل خالد يقود سيارة رقية وياخذ هو حياة ورقية معه بسيارته ويتجهوا جميعا الى مطعم من اشهر مطاعم القاهرة
ليجلسوا جميعا يتناولون العصائر حتى يحضر الطعام
ويكسو الخجل وجه حياة وهى لا تعلم ماهى مقبلة عليه حتى اللحظة فيشعر حمزة بخجلها فيبدأ بالكلام بصى يامدام حياة انا عاوز افهمك حاجة غايبة تماما عن بالك يمكن عشان ما اتحطيتيش فى مواقف مشابهه قبل كده
اولا ماينفعش وانتى ست لوحدك وفى ظروفك الحالية انك تنزلى فى بنسيون او لوكاندة رخيصة لان وقتها هيتبصلك بصة مش هتعجبك
قالها وهو ينظر بعينيها ليتأكد من خجلها انها فهمت مقصده
واكمل قائلا ولنفس السبب ماينفعش تقعدى فى شقة مفروشة برضة
حياة باحباط وهى تكاد تبكى طب وبعدين ايه العمل دلوقتى
حمزة اهدى الموضوع حله فى منتهى البساطة والحقيقة هم حلين تختارى منهم اللى يريحك
حياة وايه هم
الحلين دول
ليعتدل حمزة فى جلسته ثم يقول هنتكلم بعد الغدا
وبعد انتهائهم من الغداء والقهوة تنظر حياة الى حمزة باستجداء لكى يريحها وبادلها حمزة النظرات ليىضحك فجأة على مظهرها وهى كالطفل الذى ينتظر مصروفه من ابيه ليعتذر لها على مافعله عندما وجد ان مافعله قد زادها خجلا
حمزة انا اسف والله ما اقصدش حاجة ثم يتنحنح وهو يكمل حديثه بصى ياستى والدى الله يرحمه كان عنده شقة غالية عليه شويتين دى الشقة اللى اتجوز فيها والدتى رغم انهم نقلوا منها بعد كده على الفيلا اللى قاعدين فيها دلوقتى انا والقردة الا انهم صمموا يحتفظوا بيها واهو جه وقتها انا كلمت البواب من بدرى وزمانها اتفتحت واتنضفت وفى شغالة كمان هتقيم معاكى عشان ماتبقيش لوحدك
حياة بخجل ايوة بس انا هقعد فيها بصفتى ايه حضرتك هتأجرهالى يعنى واللا ايه مش فاهمة
حمزة دى حالة مؤقتة ياحياة على ما اقعد معاكى وافهمك بس انتى النهاردة ماينفعش تعملى اى حاجة غير انك تروحى البيت تنامى
انا لولا عارف انك اكيد هترفضى كنت روحت انا قعدت فيها وانتى كنتى قعدتى مع القردة و ريحتينى منها شوية
لتمتعض رقية وتخرج لسانها لحمزة پغضب لتبتسم حياة على فعلتها
رقية وهى تدعى الحزن خلاص ياسيدى انا هروح انا اقعد معاها على الاقل اريحك منى زى مانت عاوز
حمزة وهو يأخذها تحت جناحه وانا اقدر استغنى برضة ثم
ان مدام حياة محتاجة تنام مش محتاجة رغيك ابدا النهاردة
احنا دلوقتى هنطلع على هناك نوصلك هى قريبة
جدا من الشركة مسافة
عشر دقايق بالعربية هنسيبلك عربية رقية معاكى مؤقتا
حياة بانزعاج لا ارجوك انا هعمل ايه بالعربية ثم قالت بخجل شديد كفاية الشقة انا مش عارفة اودى جميلك ده فين انا هفضل مديونالك طول عمرى
حمزة ماتستعجليش بالحياة ماحدش عارف مين اللى هيبقى مديون للتانى
هنمشى زى ماجينا همشى انا قدام ياخالد وانت ورايا عشان عمرك ماجيت معايا هناك يتحدث وهو ينظر لخالد الذى لم يشترك معهم نهائيا اثناء حديثهم ليجده فى ملكوت آخر ينظر من خلال الزحاج الى الخارج فى شرود تام ليبتسم حمزة وهو يهزه من كتفه ايه ياعمنا انت نمت مننا واللا ايه
لينتبه له خالد وهو ببتسم محاولا الاندماج معهم ابدا بس الاكل كبس على نفسى
حمزة اكل ايه ده انت حتى مااكلتش زى
عوايدك
خالد وهو يحاول ان يخرج من بؤرة الضوء فهو لا يحب ان يكون محور الحديث امام احد
ياللا بس قوللى على العنوان وانا هسبقكم
حمزة وهو يبتسم بحنو لا ياسيدى ياللا هنمشى ورا بعض
يدخلون الى الشقة لتجدها حياة انيقة واسعة نظيفة تملأها اشعة الشمس من عدة نوافذ ترى من على بعد نهر النيل لا يحجبه عنها حاجب او ساتر
حمزة ها ايه رأيك
حياة تجنن ربنا يباركلك فيها
حمزة وردة هتبات معاكى وهتقوم على كل طلباتك لحد ماتقررى هتعملى ايه
وعندما حاولت حياة التحدث اوقفها حمزة باشارة من يده قائلا تغيرى هدومك وتاخدى حمام حلو كده وعلى السرير فورا وماتفكريش فى اى حاجة ولينا كلام تانى بكرة بعد الضهر ان شاء الله لو انتى مانسيتيش بكرة ان شاء الله الجمعة هنستناكى بكرة بعد الصلاة عندنا فى البيت لسه بينا كلام كتير ياللا يارقية
ليجد رقية تقف امام صورة تجمع والديها وتنظر اليهم بحب ليتجه اليها ويسحبها من يدها وهو يقول ياللا يابنتى زمان خالد نام تحت ليتجها الى الخارج وهو يقول هسيبلك مع البواب مفاتيح العربية عشان ينضفهالك ومايزعجكيش لما تنامى تصبحى على خير
الفصل الخامس
فى فيلا حمزة فى الصباح التالى
يجلس حمزة فى حديقة الفيلا بصحبة خالد يتبادلان الاحاديث لتأتبهم رقية بصينية عليها بعض الشطائر والمشروبات
رقية بخجل وهى تحنى راسها وتضع ما بيديها على منضدة امامهم انا قلت اعمللكم حاجة تاكلوها مع القهوة عشان لسه بدرى ع الغدا
خالد وهو ينظر ارضا شكرا وتسلم ايدك يا رقية
لتطأطئ رقية وجهها وهى تنسحب للداخل وهى تردد شيئا لا يسمعه احد منهم لتتوقف مرة اخرى عند سماع نداء حمزة بقوللك ياقردة
ليحمر وجهها خجلا وڠضبا فى ذات الوقت لتلتفت الى حمزة وهى محمرة الوجه غاضبة الملامح ناظرة اليه شذرا عاوز ايه يا اخو القردة
ليشرق خالد وهو يحتسى القهوة من شدة ضحكه ليزيد امتعاض رقية وينظر اليه حمزة وهو رافعا لحاجبه ايه عجبتك اوى
ليتلجلج خالد وهو يتجول بنظره مابين حمزة و رقية قائلا اصل بصراحة قصفت جبهتك ياحمزة وخدت حقها وقتى انا اسف يارقية انا بعيد كلامه يعنى لو هى قردة يبقى انت كمان نفس الفصيلة ثم قال ببعض المشاغبة وهو ينظر لحمزة وهو
يدعى انه معتدا بنفسه وعشان الوضوح والشفافية اللى متعودين عليها منى يبقى انت القرد الكبير
لتنخرط رقية ضاحكة وهى تشير على حمزة بسبابتها وتقول انزل من على الشجرة ياحبيبى لا تتعور
حمزة ساخرا لا والله ده ايه الظرف ده كله
رقية قول كنت عاوز ايه ورايا حاجات عاوزة اخلصها قبل ماحياة تيجى
حمزة فاضللك اد ايه وتخلصى يعنى
رقية حوالى ساعة ونص
حمزة والنبى يا قلبى خلى عزة تساعدك عشان تلحقى عشان اللى اتفقنا عليه
لتنظر له بمكر دلوقتى بقيت قلبك