السبت 28 ديسمبر 2024

ست البنات

انت في الصفحة 2 من صفحتين

موقع أيام نيوز

يضم فاطمة إلى صدره مرة بعد مرة ودموعه تجري كالمطر حتى ابتلت لحيته الشريفة وابتلت الملاءة التي كانت عليه وأقبل الحسن والحسين يقبلان قدميه ويبكيان بأعلى أصواتهما وأراد علي (عليه السلام) أن يرفعهما فقال النبي (صلى الله عليه وآله) دعهما يشماني وأشمهما ويتزودا مني وأتزود منهما فسيلقيان من بعدي زلزالا وأمرا عضالا فلعڼ الله من يحيفهما اللهم إني أستودعكهما وصالح المؤمنين.
ولا تسأل عن بكاء السيدة فاطمة الزهراء في تلك اللحظات وهي ترى أباها الرسول العظيم ووالدها البار العطوف الحنون على أعتاب المنية فكانت تخاطب أباها بدموع جارية نفسي لنفسك الفداء ووجهي لوجهك الوقاء يا أبتاه ألا تكلمني كلمة فإني أنظر إليك وأراك مفارق الدنيا وأرى عساكر المۏت تغشاك شديدا.
فقال لها بنية إني مفارقك فسلام عليك مني.
وفي كشف الغمة. ثم قال (صلى الله عليه وآله) يا بنية أنت المظلومة بعدي! وأنت المستضعفة بعدي فمن آذاك فقد آذاني ومن جفاك فقد جفاني ومن وصلك فقد وصلني ومن قطعك فقد قطعني ومن أنصفك فقد أنصفني لأنك مني وأنا منك وأنت بضعة مني وروحي التي بين جنبي ثم قال إلى الله أشكو ظالميك من أمتي.
فما مضت سوى فترة قصيرة إذ قام علي (عليه السلام) قائلا أعظم الله أجوركم في نبيكم فقد قبضه الله إليه. فارتفعت الأصوات بالضجة والبكاء فكان أعظم يوم في تاريخ البشر وأوجع صدمة على قلوب المسلمين ولم ير يوم أكثر باكيا وباكية من ذلك اليوم.

انت في الصفحة 2 من صفحتين