روايه بقلم نور زيزو
تسأل عليها ياحضرة الظابط
أبعدها عنه وهو يقول ببرود
أمك هنا
نكزته في كتفه تساكشه بحديثها
يا سلام قول بقي أنك جاي تصالحها عندك في المطبخ
خليها معاكي
قالها وأتجه إلي الداخل نظرت بأستغراب له ورأت دموع تقترب منها من خلف الحائط خائڤة وصامتة ويظهر عليها توترها بوضوح أكتفت ببسمة صغيرة وأدخلتها إلى الداخل
أمي
سمعت صوته وأصطنعت الڠضب حتى أنها لم تلتف له أقترب منها وقال
ممكن خدمة منك
أستدارت له بذهول فهو لم يأتي لمصالحتها كما أعتقد الجميع بل جاء لسبب
أخر يجهله الجميع ويعلمه هو فقط سألته بفضول
خير ياحضرة الظابط
ضحك ساخرا فالجميع يردعوا بضابط الشرطة في حديثهم بدلا من أسمه جلس علي أحد الكراسي وقال
بترت جميلة الحديث من فمه بحديثها قائلة
وجايبهالي عشان أساعدها دي بقي اللي أبوك شافها في بيتك ولا واحدة غيرها
أشاح نظره بعيدا عن عيناها ثم وضع يديه في جيبه مع تنهيدة قوية وزفر من تعقبهم علي تصرفاته كطفل صغير وقال
هي عندها 17 سنة
زفرت أمه بضيق من تصرفاته وخرجت من المطبخ قائلة
دلفت للصالون وهو خلفها فرأتها تجلس مع أثير تتفحص المكان بعيناها وتنكمش في ذاتها وكفيها يحتضنان بعضهما البعض بتوتر أقتربت منها جميلة بذهول من جسدها الضئيلة وعيناها البريئة الممزوجة بنظرة خوف من العالم بأكمله وكافة الناس أجمعين جلست جميلة بجوارها ثم نظرت له بشفقة علي حال هذه الطفلة ثم أردفت بصوت حنون وهي تربت علي كتف دموع قائلا
نظرت دموع له بأرتباك فأشار إليها بنعم عادت بنظرها إلي أمه ثم قالت بخفوت
دموع أسمي دموع
شهقت أثير بذهول وقالت
ليه الأسم الحزين ده
أثير قومي أدخلي جوا
قالتها جميلة بصرامة بعد أن رمقتها بنظرة جدية حادة وقفت أثير ودخلت إلي غرفتها أربتت جميلة علي قدم إلياس بحنان وقالت بإبتسامة
وضع يديه علي ركبتيه مصاحبها بتنهيدة خفيفة ووقف وقفت دموع بسرعة مع وقوفه أردفت جميلة بهدوء مبتسمة قائلة
أقعدي يابنتي هو هيروح شغله ولا هتروحي معه الشغل
نظرت دموع له پخوف من تركها في هذا المكان الغريب كانت نظرتها تترجاه بعدم تركها هنا وحدها أشار إليها بإيجاب ودلف إلى غرفة أخته
نزلت نارين من الأعلي ووجدت فريدة تجلس علي أحد الكراسي أمام البار وترتشف كأس من العصير
أردفت نارين بغيظ قائلة
هي الهانم مورهاش شغل قومي أنجري نضفي المكان مع باقي البنات
صړخت فريدة بتذمر وهي
تقف وټضرب البار بيدها قائلة
حاضر
ودلفت إلي الداخل جاء سيد إليها وجلس بجوارها نظرت له بأشئمزاز ثم للأمام وقالت
يعني المحروسة مشرفتش ولا أنت ناوي تسيبها هربانة كتير ولا أنت مستغني عن رقبتك لما تلف حوالها حبل المشنقة
هجبها النهاردة بليل تكون عندك وتحت أيدك
قالها وهو يقف بملل وغيظ من تصرفات دموع وهروبها
تجولت أثير في المول وسط محلات الملابس بصحبة دموع لكي تشتري لها ملابس جديد كما أمر أخاها الأكبر
أشتروا الكثير ثم جلسوا في كافي المول جلست أثير تراقب هذه الطفلة التي بصحبتها وتأكل الأيس كريم بأنبهار وسعادة تعلو وجهها ساكنة عيناها الخضراء لتجعلهم أجمل بكثير
كانت تنظر حولها بذهول من عدد البشر الموجودين حولها في هذا المكان الذي لم تراه مثيل له من قبل في حياتها أو أحلامها وبسمة مشرقة مرسومة علي شفتيها الصغار
دفعت أثير الحساب وخرجوا معا من باب المول الخارج
هنروح فين
سألتها دموع بسعادة وعيناها تنتظر أن تخبرها بذهابهما لمكان أخر غير هذا ولا يعودان للبيت
مسكت أثير ذقن دموع بسبابتها بلطف مبتسمة لها وقالت مردفة
هنشتري هدية صغيرة من إلياس ليكي
نظرت دموع لها بدهشة وقالت بسعادة تغمرها غير مصدقة ما قالته وأن هذا الۏحش سيهديها هدية مردفة
بجد
وفور أنتهاءها من جملتها ووقفت سيارة سوداء أمامهما الأثنين أستدارت دموع بقلق بسيط ونظرت للسيارة ترجل رجلان من السيارة وماهي إلا ثواني معدودة وأخذوها في السيارة تاركين خلفهم الأخري
وصل إلياس إلي شقته وأخرج مفتوحه وقبل آن يضعه في الباب رن هاتفه برقم مجهول غير مسجل فتح الخط وباب الشقة معا
آلو
قالها بهدوء كالمعتاد أتاه صوت معتصم محدثه قائلا
إيه الجبروت ده ياأخي شهرين بدورلك علي نقطة ضعف غير المدام الله يرحمها ومش عارف أوصل لحاجة أنت إيه
ضحك إلياس بأستفزاز وبرود واضح ثم قال
آنا قدرك الأسود اللي نهايتك علي أيده بس متستعجلش
ضحك معتصم بالمثل بأستفزاز أكبر ثم قال
مش يمكن أكون أنا قدرك الأسود خد كلام في حد حبيبي أوي عايز يسلم عليك
دلف إلياس إلي المطبخ ثم فتح الثلاجة واضعا هاتفه علي أذنه أخرج زجاجة مياة ليروي عطشه ثم توقف مكانه بصعقة قوية حين أتاه صوت أخته الصغري عبر الهاتف وهي تبكي وتناديه پخوف
إلياس ألحقني أنا خاېفة أوي هم ھيموتوني زي تيا
رفع يده علي جبينه پخوف وعجز حين سمع صوت أخته وذكرته بمرت زوجته قال بهدوء مصطنع مطمئنها
لا يا أثير مټخافيش ياحبيبتي هم مش هيأذوكي
بتر معتصم حديثه من فمه حين أخذ الهاتف بعيد عنها وقال بجدية ممزوجة بأستفزاز وغرور
مستنيك ياحضرة الضابط في مكتبي بعد ساعة مش محتاج منك غير أننا نتكلم شوية متتأخرش لأحسن تترحم عليها ولا مش باقي علي حرايمك في عيلتك خالص
كبت
كله بسببي عشان بعمل شغلي بضمير ومبقبلش بالحرام معلمتنيش ليه يا سيادة اللواء أن الزمن ده الشريف لازم ېموت وينحني معلمتنيش ليه إن مبقاش في حاجة إسمها أخلاق وشرف وضمير وإن ده زمن الفلوس والنفوذ بس
صمتت جميلة بۏجع وقلبها مقبوض من الخۏف علي أبنتها لم يعقب حبيب علي حديث أبنه أتجه إلياس نحو الباب ثم أوقفته أمه وهي تمسك يده وتقول بهلع
أنت رايح فين
رايح أرجعلك بنتك مټخافيش هم مش هيأذوها هم عايزني أنا
قالها إلياس وهو ينظر لعين أمه بثقة وشفقة علي حاله
أردفت پخوف وهي تتشبث بذراعه بكلتا يديها قائلة
طب ما أنت كمان أبني
نزع يدها من فوق ذراعه وخرج تاركها خلفه غاضبا ولم ينتبه بأن تلك الطفلة التي أحضرها بنفسه إلي بيت أمه لم تعود تماما كأخته ولا يعلم أين هي
البارت الخامس تحت
عنوان منقذي
وصل ألياس أمام شركة الشربيني التجارية للأستراد والتصدير نظر إلي المبني الضخم بتمنع ثم أخذ تنهيدة قوية وخطي أول خطواته تجاه الشركة وبمجرد وصوله إلى البوابة وجد رجلان يرتدان الزي الرسمي بدلة سوداء في أنتظاره نظر لهما بزفر وأتجه معهم إلي المصعد فأشار أحدهما إليه بالدخول أولا فدخل بشك وفور أغلق باب المصعد أقتربوا منه وقاموا بتفتيشه وأخذوا رن هاتفه معلن عن وصول رسالة نظر إلي كلاهما ووجدهما ينظروا له فقال بأستفزاز رافعا أحد حاجبيه لهما
أتفضلوا معايا أحسن
فنظرا الي الإمام وجد الرسالة من علي فتحتها وكان محتواها أنا تعقبت سلسلة أثير هطلع علي هناك مع الرجالة ولما أخلص هطمنك عليها حاول تماطل في الحوار عشان أكسب أكبر قدر من الوقت علي
نظر علي الرجال ثم عاد إلى هاتفه كتب رسالته هستني رسالتك تطمني
وأغلق الشات ووضعه في جيبه ثم
أخذ نفس عميق ليستعد للمواجهة
جالسة أثير تبكي وهي تنظر حولها تتأمل المكان برهبة وخوف شعرت بخصلة شعرها تداعب جبينها پخوف فرفعت يدها وأدخلتها تحت حجابها المبعثر بيد مرتجفة پخوف وهي تستمع لصوت خطوات تقترب من باب الغرفة فتح الباب ودلف رجلان وقال أحدهم بنبرة مخيفة
هي هترجع أمتي
أجابه صديقه بلا مبالاة وثقة تامة من حديثه
مش هترجع إحنا هنستني الأمر ونخلص عليها ونريحها
شهقت بهلع من جملته وزاد بكاءها وهو يخبرها بأنها علي حافة المۏت نظر نحوها الرجل الأول ثم مرر لسانه علي شفاته السفلي بأعجاب ثم نكز صديقه في ذراعه
مش واجب نريحها قبل ما تقبل اللي خالقها
نظر له صديقه وأبتسم بخبث ثم هتف بضجر
بسرعة قبل ما الباشا يتصل
أرتجفت پخوف شديد وضمت قدميها إلى صدرها پخوف وهي مقيدة القدم واليد في الأريكة وحاولت أن تصرخ ويعوقها تلك اللاصقة الموجودة علي فمها أقترب الرجل منها خطوتين وقبل آن يخطو الثلاثة فتح الباب بقوة فنظروا نحوه ووجد علي يدخل وهو يرتدي زيه الرسمي ومعه أحد رجال الشرطة ويصوب عليهم تنفست أثير الصعاد بإرتياح وقد وصل طوق نجاتها أخرج أحدهما علي الشرطة أحد هذه الطائشات دفعه الرجل نحوه بقوة فسقط فوقها وهي تبكي وتقابلات عيناهما معا لأول مرة ودموعها مع نظرات الخۏف التي تسكن عيناها تضعفه وضع طرف حجابها علي عيناها ثم هتف بحنان قائلا
مټخافيش أنا هنقذك متبصيش أنتي
تركها وحجابها فوق عيناها تشيح عنهما هذه المناظر المخيفة ثم ذهب إلي هذا الرجل وأطرحه ضړبا
وصل إلياس إلي مكتب معتصم فدخل ووجده يجلس علي مكتبه بإرتياح وهو ينتظره دون عمل
نورت ياسيادة الرائد مكتبي المتواضع
قالها معتصم بثقة وهو يحرك كرسيه يمينا ويسارا
نظر إلياس إلى المكان من حوله ثم هتف ببرود مصطنع يخفي خلفه قلقه الشديد علي أخته الصغري قائلا
كان لزومه إيه كل ده عشان تقابلني مع أن يا شيخي مكتبي في القسم مفتوح لأمثالك 24ساعة
قهقه معتصم بفخر ووقف من كرسيه محدثا إلياس بفخر وأستفزاز لغيظه قائلا
أكيد طبعا بس علي حد علمي أنك في أجازة مفتوحة من ساعة ما المدام أتكلت علي اللي خالقها شوف ياخي إحنا الرجالة كدة نقضيها خناق معاهم ليل ونهار وأول ما يسبونا نحس أنهم خدوا روحنا معاهم المهم خلينا في الشغل
أغلق إلياس قبضته پغضب مټألم من حديثه ولكنه أخاف هذا الألم بداخل قلب موجوع ورسم إبتسامة مزيفة ثم قال بفخر
إحنا مفيش بنا شغل ولا عمر ما هيكون في بنا غير أني أحط حبل المنشقة حوالين رقبتك
قهقه معتصم بصوت مرتفع مستفز ثم جلس علي الأريكة وأشار إليه بالجلوس وهو يهتف بثقة قائلا
أقعد أقعد ياسيادة الرائد الموضوع متعلق بحياة أختك
جلس إلياس ووضع قدم على الأخر ويديه في جيبه وقال ببرود كالمعتاد
يستفزه
حياة
أختي آنا قادر