صرخه إبليس
انت في الصفحة 4 من 4 صفحات
هو ابنك .. طارق ..
قدامك اختيارين مالهمش تالت يا تخرج بابنك من هنا لكن تكون عارف انك هتفقده كمان سنة يا تسيب ابنك هنا معايه تسيبه يعيش ..
ابنك قدره انه هيكون من المعمرين في الأرض هيعيش مئات السنين واللي يعيش مئات السنين مينفعش يخرج من الكهف دا مينفعش يقابل البشر ويعيش في وسطهم حياتهم غير حياته .. قدامك ثانية واحدة يا رمضان تاخد فيها قرارك ..
طارق كان مړعوپ مكانش فاهم ايه اللي بيحصل بالظبط هو سمع كل حاجة بس مفهمش ولا حرف ...
إيه المكان الغريب اللي ابوه سابه فيه دا قال لنفسه أنا صحيح كنت عايز ارجع اسمع بس مش معنى كدا اني اعيش بقية حياتي هنا بعيد عن ابويا وأمي وبدأ يعيط وېصرخ ويحاول يتعلق في هدوم ابوه خدني معاك يابا متسيبنيش هنا .. لكن ابوه اتخلص منه بصعوبة وخرج هرب .. ومن يومها مشافوش تاني ..
حاجات كتير بتتغير في البيت من حواليه البيت يتنضف الأطباق تتغسل الماية تتبرد الهدوم تتغسل كل حاجة في البيت بتتم كأنه شغال فيه جيش من الخدم بس طارق مبيشوفش حد منهم ..
الشيخ كان بيعامله معاملة كويسة كان حنين معاه كأنه أبوه لحد ما يوصل للخط الأحمر ويسأل على حاجة مش فاهمها ومش لازم يفهمها ساعتها كان بيشوف في عيون الشيخ ڼار جهنم ..
طلاسم غريبة مكانش فاهم حرف منها بس هو خلاص اتعود انه يطيع الشيخ نوح طاعة عمياء يعمل كل اللي يقوله عليه الشيخ نوح بالنسبة لطارق بقى أبوه وأمه وكل الناس .. هو حتى نسي أهله مبقاش يفكر فيهم ..
لكن المرحلة اللي دخل فيها بعد كدا كانت مرحلة صعبة جدا صعب تحملها على أي إنسان ..
طارق اللي دخل البيت دا من 11 سنة وهو مبيسمعش بقى النهارده بيسمع كل الأصوات اللي في الكون ..
أصوات الجن وهما بيتكلموا مع بعضهم بيضحكوا بيصرخوا ..
أصوات الشياطين وهي بتسوس للبشر ..
أصوات الناس اللي بټغرق تحت قاع المحيط ..
طارق كان بيبقى قاعد في بيته ويسمع كل حرف في خطة قاټل بيدبر لچريمة قتل ..
كان بيسمع أصوات الحيوانات البريئة اللي بتتعرض لتعذيب بعض البشر المهووسين مش بس بيسمع أصواتهم دا كمان كان بيفهم كل اللي بيقولوه ..
كانوا بيقولوا إيه الذنب اللي عملناه عشان دا يحصل فينا ..
لكن الشيخ كان بيقوله محدش فينا
بيختار مهمته مهمتك هي اللي اختاراتك ..
انت بتدفع تمن نجاتك من المۏت التمن دا انك تكون شاهد على كل جرايم البشر .. سواء اللي بينفذوها بنفسهم أو اللي بيستعينوا فيها بالجن ..
طارق شاف
الوجه القبيح للعالم لكنه مقدرش يتحمل ..
كان كل يوم بيصحى
من النوم على صړخة إنسان جديد بيتقتل ظلم ..
بيسمع صوته وهو پيتألم وهو بيطلب من القاټل يرحمه
كان عڈاب فوق طاقة أي إنسان .. وعلشان كدا لما راح لصاحبي الدكتور يطلب منه يخلصه من العڈاب دا كان شعره كله أبيض وهيئته متدلش انه شاب عمره 34 سنة .. كان شكله عجوز أوي لأنه شاف من الدنيا اللي محدش يقدر يتحمله .. وكان صعب يفضل عايش في الچحيم دا قرون من الزمن ..
كل اللي كان بيسمعه طارق كان صعب لكن الأصعب من كل دا هو صوت الصړخة اللي كان بيصرخها إبليس كل سنة في نفس الميعاد .. واللي لو صادفت دخول النبض في جسم جنين هيكون مصيره زي مصير طارق ولو حظه حلو ھيموت وهو عمره 7 سنين ..
طارق قرر يحكي حكايته كلها للدكتور قبل ما يلغي حاسة السمع تماما .. ويرجع يعيش في الكهف بعيد عن الناس ..
لكن للأسف العملية منجحتش لأنه حتى بعد ما عملها فضل يسمع كل حاجة .. زي الأول بالظبط ..
قدره انه يفضل مئات السنين يتعذب بأصوات الناس وأصوات العفاريت وأصوات المعذبين فوق الأرض وتحتها ..
ويحسد كل إنسان ربنا حرمه من نعمة السمع أو حتى قدارته في السمع محدودة ..
لما رجع للشيخ نوح تاني الشيخ ابتسمله بمرارة وقاله أنا كنت عارف اللي انت خارج تعمله ومحاولتش ارجعك سيبتك تجرب بنفسك عشان تعرف ان المكتوب مفيش منه هروب ..
وقال الشيخ في سره انت بټعذب كل العڈاب دا عشان بس بتسمع أصوات الجن والشياطين أمال هتعمل إيه يا مسكين لما تعرف انك بعد 10 سنين من دلوقتي هتدخل في مرحلة الرؤية وهتبتدي تشوف كل حاجة ..
للأسف الكلام اللي قاله الشيخ نوح في سره مكانش سر لأن طارق سمع دا كمان .. زي ما بيسمع كل حاجة ..
واكتشف انه هرب من المۏت مرة عشان يشوفه مليون مرة ..
تمت